لا….!
عندما كنا صغاراً كانت كلمة (لا) تزعجنا خصوصاً عندما نسمعها من آبائنا وأمهاتنا، فنبدأ مرحلة العناد والعصيان، وندخل في تحد معهم إما أن يرضخوا لمطالبنا، أو نزيد عيار أصواتنا بالصراخ والبكاء حتى تتم مطالبنا، وفي نهاية الأمر نخرج من هذه الجولة مهزومين.
كان التطنيش هو سلاح والدينا، حتى نمل وننسى مطالبنا التي كنا نعتقد أنها ذات أهمية.
لم نكن نفهم أو نقدر تلك الكلمة؛ لأننا ما زلنا أطفال.
لا….!
عندما بدأنا مرحلة المراهقة لم تعد كلمة (لا) تعنينا أو نعطي لها أهمية، لأننا بدأنا مرحلةالعناد الفعلي كنا عندما نسمع كلمة (لا) نقومبعكس ما طلب منا؛ لأنه في منظورنا أصبحناناضجين، ونستطيع اتخاذ قرارتنا التي غالباً ماتكون خاطئة.
لا….!
كبرنا وأصبحنا الآن نفهم تلك الكلمة ولماذا والدينا كانوا يتمسكون بها؟ ولماذا قيلت لنا؟
لم نكن نعلم أنهم يحموننا بها من أخطائنا
وأن كل ما نريده لم يكن بالسهولة أخذه.
أصبحنا الآن في عُمر نستطيع تمييز هذه الكلة
في جميع مراحلنا العمرية كنا نسمع كلمة (لا) بإيقاع مختلف (بهدوء. بصوت عال قليلاً. بنبرة حادة) وكل (لا) لها سبب مختلف.
لكننا كنا نغمض أعيننا حتى لا نرى أخطاءنا، ونطبق على مسامعنا حتى لا نسمع النصح.
لا….!
هل كانت (لا) في حياتنا ذات أهمية؟
كم (لا) استطعنا أن نقولها في حياتنا، وكانت تستحق؟
هل كلمة (لا) نقولها فقط لأننا كنا في حالة غضب أم استسهلنا هذه الكلمة، وأصبحنا ننطقها دون مبرر؟
متى آخر مرة قلت فيها كلمة ( لا ) !
عائشة الزهراني
Comments