top of page
خلود عبدالجبار

حبيبتي الباسمة


 

مرام / ميزتك الوحيدة أنك الذكر البكر الوحيد في العائلة، وليست ميزتك أنك رجل والميزة يصنعها المرء لنفسه وأنت لم تخلق نفسك.

أدهم / كلا الميزتين لم أصنعها لنفسي يا بلهاء فلا تتذاكي وتحرجي نفسك.

راوية / كلام أدهم صحيح، لقد وضعتِ نفسك في موقف سخيف ههه.

مرام / دائماً تؤيدونه وأنا البلهاء في نظركم

هناء بضحكة سخرية / لأن كلامنا صحيح لا تكبري في الأخير هو أخونا الوحيد، وهذا يكفي لنؤيده دائما ً، أدهم أنت الفائز.

أدهم / أنا لا أقصد أن أخرب اللعبة لأني كل ما أفوز تقف في طريقي لتتهمني بالغش هذه الضفدعة.

هبه / لنكمل اللعبة قبل أن تهجم علينا أشواق كالقملة، وتحشر أنفها الصغير معنا، وتنتهي بالبكاء.

مرام / لن أكمل اللعب أنه غشاش!!

أدهم / متصابية!!

مرام / أحمق!!

يدخل الأب متضايقاً وعلامات التعب تتجلى عليه

مروان/ مرحباً أين هي والدتكم؟

أدهم / أهلاً أبي، أمي أخذت أشواق، وذهبت للتسوق، ونحن نتسلى كما تعرف اليوم يوم إجازتي من عملي، وأردت أن أمضي بعض الوقت مع أخواتي، لكن يبدو عليك الهم هل أنت بخير؟؟

مروان / لا لست بخير، فقد وصلني قبل قليل خبراً ليس بسار أبداً، ولا أعرف كيف سأخبر والدتكم به.

أصيب الجميع بالتوتر والقلق والتساؤلات تفتك بهم، جلس مروان على الأريكة، وأشعل غليونه وسرح في التفكير، وصلت بعدها فايزة إلى البيت، ورحب أبنائها بها، وأصابها الفضول من هدوء الجميع خاصاً زوجها الذي كان سارحاً منذ البداية، وعم الصمت القاتل.

(حبيبتي، أرجو من الله أن يصبرك على فقدانك شقيقتك، لقد توفيت إثر حادثٍ مؤلم، كان اللهُ في عونك وعوننا جميعاً.

دخلت فايزة بعد وفاة أختها الوحيدة في عزلةٍ، وتوغل الحزن فيها، نهش أحاسيسها المرهفة، واسودت الدنيا في عينيها وحسرتها كانت جسيمة خاصة وأن لشقيقتها ابنة وحيدة (شيرين)

(كان مروان تعيساً أكثر منها وكأنه كبر ألف عام.

مروان / هيا يا أم أدهم أرجعي يا زهرتي لحياتنا وأشرقي بنورك الباهي.

فايزة / ….

مروان / أشواق صغيرتنا لم تذهب للمدرسة مدة أسبوعين وغيابك سيؤثر في مستواها.

فايزة تبكي / ….

مروان / هبة وهناء لا يتوقفن عن البكاء، وأصبحت مقلتاهما سوداء … هيا يا عزيزتي!!

فايزة / أين أدهم؟؟

مروان / أدهم في عمله، لقد خف وزن ابننا أدهم، وأعتزل الطعام والشراب وأصبح نحيلا!!

فايزة بذهول وأسا / ابني العزيز أدهم هل هو بخير؟

مروان بابتهاج / لالا ليس بخير، لقد اشتاق إليك وهو حزين لعزلتك يجب أن تعودي لتهتمي به فهو ابنك الوحيد وأنتي تقدسينه، يجب أن تعودي إلينا جميعاً يا عزيزتي.

فايزة تقف بحماس / نعم أكيد، لقد اشتقت إلى أدهم ولدي الوحيد ولبناتي وأنت (فجأة تتذكر أختها وابنتها الوحيدة شيرين وكأن برقاً أشعل الفتيل.

فايزة / ماذا عن روح قلبي شيرين أصبحت الآن يتيمة الأب والأم وهي وحدها تماماً ليس لها أحد في الدنيا غيري وأنت بكل أنانية تمنعني أن أخذها وأربيها في أحضاني مع بناتي أنت رجل قاس يا مروان

مروان بعصبية / عدنا إلى الكلام نفسه مجددا أخبرتك أن هذا الوضع لا ينفع يا أم أدهم كيف تعيش معنا لا يجوز.

فايزة / بل يجوز شيرين ابنة أختي، ولن أتخلى عنها أبدا سأربيها مع بناتي، هل نسيت أن أهل والدها قد انتقلوا جميعا خارج البلاد أنها وحيدة تماما!

مروان بغضب / لا، وهذا قراري الأخير

تعود فايزة لعزلتها وحزنها الشديد على ابنة أختها الوحيدة، فتعتزل العالم والحياة، وتغيم على أفكرها مشاعر سوداء وتصلب في التفكير، فحقدت على مروان، وتمنت له سواد الحياة، لكن لم ينفعها هذا الحقد أي شيء، ولم ينقذ شيرين من وضعها المأساوي وحين شعرت بقلة الحيلة استسلمت وهاجمها المرض المميت، مما قلب الموازين في عقل مروان، وجعله يتراجع عن قراره على مضض وغصة شديدة، لكن فرحته برجوع فايزة للحياة أزال غضبه وخاصة عندما لاحظ تحسن حالتها ورجوع بريق عينيها وفرحتها، وفرحت العائلة بأكملها.

تعيش شيرين الآن مع عائلة السيد مروان زوج خالتها البغيض كما تسميه في مذكراتها؛ لأنه الوحيد الذي يعاملها معاملة فظة جدا دون البقية الذين كانو يعاملونها في منتهى اللطف والحنان وخالتها الكريمة العصبية وبناتها اللطاف الآتي كن سعيدات بوجودها معهن، فلم تكن تصدق أنه أصبح لديها خمس أخوات بعد أن كانت وحيدةً تماما، ولم تصدق خاصةً حب أشواق لها التي كانت تنام وحدها في غرفة فأخيرا أصبح لها رفيقة، فتناصفت معها كل شيء حتى سريرها، وكانت ترفض أن تشتري شيرين سريراً جديداً، وتريدها أن تنام بجانبها، وتتعلق فيها كالباندا، وكانت شيرين سعيدة جداً.

أشواق تلعب في شعر شيرين، وتسرحه لها / لماذا لون شعرك بندقي وعيناك ملونة، خالتي كان شعرها أسود؟ هل أبوك ملون؟

شيرين تضحك / هههه لا والدي كان شعره أسود، ولم يكن ملونا، أخبرتني أمي -رحمها الله- أنني أشبه جدتي أم والدي.

أشواق / هل كانت جدتك ملونة؟؟ وجميلة هكذا لا بد أنها جدةٌ فاتنة جدا، وأنت تضحكين كثيراً هل جدتك كانت مهرجاً؟؟

شيرين تضحك مجددا / عندي سؤال؟ لماذا كنتي تنامي وحدك، ولا تريدي لأي من أخواتك أن تنام معك؟

أشواق بسخرية / لأنهم يغارون مني؛ لأن غرفتي أكبر غرفة وبها أجمل سرير فلا أريدهم أن يعبثوا في غرفتي الجميلة.

أدهم فجأة / يا لك من محتالة، أنها تشخر وترفس مثل الحصان ألم تلاحظي ذلك أيتها المسكينة لا بد أنك تعانين الأرق بسببها هههه.

تتوتر شيرين كثيراً لظهور أدهم، وتتورد وجنتاها

أشواق / كاذب أرحل الآن قبل أخبر أمي، شيرين لماذا أنتِ حمراء مثل التفاحة،!!

يلحظ أدهم خجل شيرين، فيغادر الغرفة مسرعاً ويقفل الباب، ومع رحيله تضع شيرين يدها على قلبها لتتأكد أنه ما زال موجوداً، ولم يقفز من مكانه، وكانت تحدث نفسها (ما بك يا فتاة اهدئي؟ لمَ هذه الأحاسيس، لمَ تُقرع طبول القلب عند رؤيته، من الطفولة وأنت تتعثرين عند رؤيته، لماذا تدب في روحك الفوضى، هل من الممكن أن أكون أحبه …. لالا أنا لا أحبه، بل أنا أذوب عشقا منذ نعومة أظافري.

أدهم يحدث نفسه (ماذا يحدث لوجداني كل ما لمحت ثغرها الباسم الضاحك أُصاب بكل هذه الضوضاء في طليعة صدري. أشواق / انظري لقد ترك لك أدهم هدية أخرى لنرى ما هي أرجو أن لا تكون بعضاً من الفراولة مثل المرة السابقة فأنا لا أحبها (تفتح الكيس) انظري أنه عطر سوف أخذه فأنتِ تملكين الكثير.

شيرين / آه خذيه يا أشواق، ولكن أدهم سوف يحزن لهذا التصرف.

أشواق / إذاً خذيه، وسوف أستخدمه معك، لكن لا تخبريه

مرام تفتح الباب / إذاً أنتما هنا هيا لنأكل معا، شيرين: سمعت أنك أستلمتي ورثك مباركاً لك فأنتِ الآن ثرية جداً، لا تفكري أن تتركينا أيتها الوريثة.

شيرين / لا أبداً سوف أبقى للأبد معكم (تقفز أشواق على رأسها، وتحضنها بقوة) توشوش شيرين قلبها (أجل إلى الأبد، سأقطع عروقي قبل أن أفارقكم، وقد وجدتكم أخيراً بالقرب مني)

كانت فايزة بغريزتها الفطرية تُحس بمشاعر شيرين، وكم كانت تتورد بوجود أدهم، وكانت تدعو الله أن يتقربا من بعضهما بعكس مروان الذي كان يشيط غيظاً وعصبية شديدة بوجود أدهم وشيرين معاً في المكان نفسه، وكان ينهر أدهم دائما، ويخرجه من البيت لأي سبب، ويتعارك معه لأتفه الأسباب، فيطرده فوراً ليبعده عن جو العائلة، وكان يثور غضباً إذا لمحهما معاً، أو يتحدثان سوياً؛ مما أثار الأم بهذا التحفظ غير المبرر، وبدأت المشاكل والمشاحنات بينهما والخلافات العاصفة، فبدأ جو العائلة بالانهيار.

مرام / هل تلاحظن ما أفكر فيه؟

راوية / قولي أيتها المفكرة العبقرية

هناء / هاتي ما عندك أيتها البرفسوره

مرام / كفاكم مزاح ثقيل واسمعن ، ابنة خالتنا الباسمة الضاحكة واقعة في غرام أخيكم المحترم المدلل.

هبه / أيتها العبقرية المتأخرة لاحظنا ذلك منذ أن كنا صغاراً نلعب في الشارع هههه.

راوية / أقصد أن الموضوع تطور عن حب الطفولة العذري لآخر حقيقي.

هناء / لم يكن هناك شك أن يختفي ذلك فنظراتها لم تتلاشى منذ ذلك الزمن إلى وقتنا هذا.

هبه / هذا واضح، والواضح أيضا أن هذا سبب الحروب الطاحنة بين والدينا فمخاوف والدي ملحوظة وملحوظ أيضا رفضه لشيرين المستمر، ينظر إليها ويعاملها ويخاف منها كأنها وباء أو طاعون مميت.

راوية / مسكينة أمي فهي تحب شيرين جدا وواضح جداً أنها تبارك هذه العلاقة بعكس والدي.

مرام / لا أفهمه أبدا فهو عبارة عن أب غامض ومحير من ناحية هذا الموضوع لم كل هذا الرفض الغريب، فليس له تفسير منطقي، فشيرين مناسبة لأدهم.

هناء / المهم هنا سؤال مهم ما هو شعور وموقف أدهم فهو غامض.

مرام / أنا أعرف هو يحبها لكنه متحفظ، ولا يُظهر شعوره؛ لأنه شخص ماكر وغبي لو كان ذكياً كفاية؛ لإنهاء ذلك الأمر سريعا، حتى لا يصيبنا ويصيب شيرين ووالدينا بالحيرة، مغفلاً، أسكتوا الآن أسمع أصوات شجار بين والدينا تعالوا لنتلصص.

ومن خلف الباب يسمعن النقاش الحاد

فايزة / قل باختصار أنك لا تحبها وتكرهها اعترف!!

مروان / أبدا لا أكرهها، لكن وجودها معنا خطأ

فايزة / لا تحبها وتبغضها وتنهرها وتجادلها كل ما تراها أو تلمحها وتوبخها بدون داع منذ أن كانت صغيرة، لماذا هذا الحقد الدفين؟

مروان / لا لا غير صحيح فقط أن وجودها معنا خطأ فادح.

فايزة / ما هو الخطأ بالله عليك هل تخاف على بناتنا منها؟ هل سلوكها وتربيتها غير سوية؟؟

مروان / لا

فايزة / هل تخاف على أدهم منها أن ينحرف معها، أو يقيم علاقة غير شرعية؟؟

مروان / ربما، لا أعرف، لا

فايزة / هل تكره أن يحبها ويرتبطان معا ويتزوجها؟؟ قل الحقيقة الآن.

مروان بعصبية وغضب شديد جداً، ويصرخ / لا لا مستحيل لن أقبل هذا أبداً.

فايزة / لماذا ما السبب؟ هل تكرهها لهذا الحد؟؟

مروان / ….

فايزة / ماذا لو حدث هذا الأمر؟ ما لمشكلة ما العيب فيها،

مروان / لن أقبل هذا والموضوع منتهي لا جدال في هذا، وإذا كررت ذلك الكلام مجددا، فسوف أطردها من المنزل.

فايزة بتعجب وحزن شديد / ما السبب، هل لأنها يتيمة؟؟

مروان / أجل لن أزوج ابني الوحيد من يتيمة لا أهل لها أو عزوه، تضحك كثيراً، بصوت عالٍ، تتدخل في ما لا يعنيها، متطفلة، منذ أن كانت طفلة، وهي تركض وراءنا كالشبح.

فايزة / أيها الظالم، أنها تركض وراءنا؛ لأنها وحيدة في هذه الدنيا، وتضحك لأنها تشعر بالسعادة بيننا، ولم تكن يوماً متطفلة، سببك غير مقنع أو كاف، لقد ورثت والديها، وأصبحت ثرية وهي في غنى عنك وعن بيتك، لكنها تبقى معنا لوحدتها الصعبة وباستضافتها عندنا نكرمها لأنها يتيمة، وهذا جزاؤه كبير عند الله.

مروان بغضب / انتهى الموضوع، وسأطرد هذه البنت من هنا، وإذا لزم الأمر، ولم تتوقفي فأخرجي معها إذا شئت.

فايزة / سأخرج يا مروان، لكن تأكد أني لن أعود، وتقول بأنها بدون أهل، فليكن في علمك أنا أهلها.

يخرج مروان من الغرفة، ويغلق الباب بقوة شديدة، ويترك فايزة في حالة ذهول تبكي على ما وقع عليها، وعلى شيرين من ظلم وتجبر.

تصاب الفتيات بتوتر، ويميزن سبب الخلافات يستنكرن تصرف والدهم العنيف تجاه شيرين المسكينة، ويدب الشكك في قلوبهن تجاه والدهم الذي طالما كان قدوة لهم، فقد هدم هذا التصرف صرح أخلاقه في أعين بناته وزوجته.

تزداد الأمور سوءاً بعد عودة أدهم إلى البيت، فيجد أن والدته وشيرين طردتا من المنزل بطريقة مهينة جداً بلا سبب مقنع، فيغضب ويثور وكأن العالم الذي حوله أنهار تماماً. ومن ناحية أخرى تواجه شيرين أصعب شعور ممكن أن يصيب الإنسان في حياته (الذنب والندم) قد حصل صدع عظيم في عائلتها المحبوبة بسببها، تشتت العائلة المثالية كان بسببها، شعور الإحراج طاردها في منامها قبل صحوها، فتعرض خالتها الحبيبة للطرد والذل بسببها لا تستطيع أن تفهمه ولا أن تستوعب أي ذنب ارتكبته.

ليحصل كل هذا، أما في منزل مروان، فقد غيم عليهم فصل جديد لم يألفوه من فصول السنة، فصل مفقود فيه الثقة، واستبدل بالخوف أستشعر فيه أنانية والدهم، وافتقدوا فيه شعور الرحمة، فحلت عليهم لعنه الغلاظة والشدة، إذ منعهم بعدم التواصل مع شيرين، وشدد في ذلك الأمر على أدهم بالذات، وكان تحذيره واضحاً وضوح اللون الأحمر.

أدهم / تصرفاتك يا والدي مع احترامي الشديد لك غير منطقية وغير حكيمة

مروان / لا شأن لك بتصرفاتي وحكمتي عليك الطاعة فقط هل تفهم؟

أدهم / لك الطاعة دائما، وأبدا ولا أريد منك أي تبرير أو شرح، لكن لا أستطيع أن أتجاهل ما يحدث من ظلم لأمي وشيرين، وعلى ماذا كل هذا الخلاف والقطيعة؟؟ هل السبب من ابنة خالتي التي لم يصدر منها إلا كل خير، لم تذنب الصبية في شيء، أو تقوم بتصرف شائن.

مروان بحرج / لا تتدخل فيما لا يعنيك فقط عليك بطاعتي لا ترهقني أنت الآخر بكلامك اسكت وأطعني، فقط.

أدهم / أنا رجل، ولن أقتل شهامتي ورجولتي بسبب أبوتك.

مروان بغضب وثورة / اسكت أيها الرجل العاق لتنصرف من أمامي الآن قبل أن أقتلك بين يدي أخرج من غرفتي، وأهتم بأخواتك وعملك فقط.

أدهم / سوف أخرج الآن سامحني إن أخطأت فليرحمك رب العباد.

تصاب البنات بنوبة بكاء جماعية بعد خروج والدهم من البيت، وانعزل أدهم في غرفته.

بعد مرور عدة أسابيع يقرر أدهم بعد صراع بينه وبين نفسه وأخلاقه أن يحطم قيود صمته وانعزاله، ويزور والدته ويطمئن عليها، وعلى فتاته الضاحكة التي لم تفارق خياله ولو للحظة.

شيرين / أهلا ادهم تفضل، أتمنى أن تكونوا بخير جميعا (بحزن).

أدهم / شيرين دعينا نتحدث قليلا قبل أن أقابل أمي

شيرين / هل تكرهني أنت أيضا مثل عمي مروان على ما صدر مني من تشتيت العائلة؟؟ أنا لم أقصد أن …

أدهم / بماذا تهذين انتي الأخرى؟ هل تعرفينني مختلاً أم معتوه، أنا أدهم الرجل الوحيد في عائلة مروان مدلل العائلة نعم، طلباتي أوامر نعم، أحصل على ما أريد نعم، لكنني لست ظالماً أبداً.

شيرين تبكي

أدهم / لا تبكي يا بنت خالتي البشوشة الضاحكة فأنا سندك وظهرك، ولن أجرحك أو أظلمك أنا كل شيء بالنسبة لك اليوم والبارحة وغداً، وكل يوم لآخر نفس في عمري (شيرين تبتسم وتمسح دموعها الساخنة)

أدهم / سوف أدافع عنك، ولن أسمح لأحد كان أن يؤذيك، حتى لو كان أقرب الناس لي (يمسك بيدها وبيده الأخرى يمسك ذقنها، ويرفع رأسها إلى الأعلى، وينظر في عينيها بكل حنان العالم.

ولكي أثبت لك كلامي، فسوف أدخل الآن على أمي، وأطلبك منها للزواج يأكل فؤادي.

تفرح شيرين كثيرا، وتشعر بسعادة غامرة غطت على أحزانها، ومسحت هموم قلبها الذي عانى القهر، أصبح الآن مغموراً بضياء القمر انتهت معاناتها إلى الأبد ففارس أحلامها أخيراً يعترف بحبه لها مقسما أن يكون درعها ضد غدر الزمن، فتسلم روحها وحياتها لأدهم الذي طالما حلمت به أن يكون حبيباً وزوجاً لها.

ما أن تسمع فايزة الأخبار التي تثلج الصدر تبارك لولدها الحبيب قرار ارتباطه بدرة الفؤاد والعين، فلم ترفض لابنها الوحيد قط طلباً، فمن باب أولى أن تبارك هذا الزواج الذي سيرضيها ويسعدها ويسعد أعز أحبائها ضارباً تحذيرات زوجها مروان عرض الحائط، المهم الآن هي سعادة وحيدها وابنة أختها.

(خير البر عاجله) يقول أدهم / ليكن عقد النكاح سراً اليوم بعد العشاء، فترتب فايزة وتعد كل شيء لترتيب معيشتهم في بيت شيرين،

يدق جرس الهاتف

مرام / أدهم أين أنت لماذا اختفيت هكذا، توقعت أن تكون في منزل شيرين؟

أدهم / صحيح يأختي ها أنتِ عرفتي مكاني وأطمأنيتي أرجوك لا تخبري والدي عن مكاني فلا أرغب في الصدام معه، ثم إني أريد أن أبشركم بشرى سارة.

مرام / عد يا أدهم حالا البيت الآن هناك أمور كثيرة حدثت في غيابك علينا إخبارك عنها.

أدهم / ليس اليوم يا مرام أنا مشغول جدا، وسوف أزوركم غداً.

مرام / لا يا أدهم اليوم حالاً والدنا مريض يحتضر ويريدك حالا (تبكي) تعال أنت  وأمي وشيرين والدي يحتضر ويريد شيرين.

أدهم بدهشة / سوف نأتي الآن، يسرع الثلاثة إلى بيت مروان، ويستقبلهم البنات في حالة من الذعر والبكاء والعويل تدخل فايزة لترى مروان في حالة حرجة وتمسك يده.

فايزة بصوت مرتجف / ما بك يا كل عمري أهدأ سيصبح كل شيء على ما يرام هدئ من روعك.

مروان / سامحيني يا أوتار معزوفتي يام أحبابي يبدو أن نهايتي قد اقتربت وانتقام الله أصبح أقرب من حبل الوريد، سامحيني يا شيرين يا فؤادي المكلوم، لقد ظلمتك منذ أول يوم ولدت فيه.

شيرين تبكي وتمسك بيده الأخرى / سامحتك يا عمي أرجوك لا تهتم كل شيء سيكون بخير الآن ارتاح أرجوك وتبلل يده بدموعها الحارقة.

مروان / فايزة هل تريدين أن تعرفي؟ لماذا كنت أرفض هذه الصبية منذ البداية؟ ولماذا أخاف وجودها وكأنها شبح مخيف؟؟ لأنها ليست ابنة أختك!! لقد تبنتها لأنها كما عهدتها لم تنجب وتتذكرين قصة سفرها مع زوجها للعلاج، وأنها حملت في الخارج وأنجبت!! لم تكن تلك سوى قصة مختلقة مدبرة لكي تقنعك بأنها أنجبت.

تتراجع هنا شيرين للخلف، وتصاب بصدمة كما لو أن سهماً اخترق عظامها (أنا متبناه!!) ساد الصمت على الجميع، وأصيبت فايزة باختناق وبالكاد نطقت وكسرت ذلك الهراء.

فايزة / تبنتها في الخارج؟؟ وأنت تعرف؟؟ هذا ليس منطقياً حتى لو أنها متبناه أين الإثباتات؟؟ إذا هذا هو سبب رفضك؛ لأنها فعلاً يتيمة بلا أهل.

أدهم بأعين دامعة ممسكا بيد أمه / ليس سبباً كافياً لا وألف لا لماذا اختارتك خالتي لإخبارك سرها الكبير؟ ولماذا لم تخبر أمي بذلك، مروان ….

فايزة / صحيح أجبني يا مروان لماذا تخفي أختي عني أمرا خطيراً كهذا، وتخبرك أنت (تصرخ: تكلم، تكلم).

مروان يبكي بحرقة / لأنني أنا أبوها، أنا والد شيرين الحقيقي، أأ...أنا آسف آه آه آسف، تزوجت بامرأة أجنبية في السر بعد ولادة هبة اعتقدت أنك لن تنجبي صبياً مجددا بعد أدهم، وخفت أن لا أرزق بأولاد كنت أنانياً، وطمعت في المزيد، وتزوجت خلسة فعاقبني الله بأن رزقت ببنت أخرى أسمتها أمها شيرين ومنذ ولادتها طلقت أمها التي هربت هي الأخرى من المستشفى من خوفها إلى بلدها، وخاصة أنها تعرف برغبتي في ولد، (يلفظ أنفاسه بتسارع بلسان جاف مثل الحطب)، صادف أن أختك كانت في المستشفى نفسه تتلقى علاجا للعقم، وعندما رأتني هناك مكلوما بهذه الرضيعة استدرجتني للكلام وانفضحت القصة، عرضت سريعا على أن تتبنى الطفلة التي كانت سبب بؤسي وفضيحتي لنعمة من السماء لها، فأخذتها ووضعتها على صدرها، وقالت (لن يلحظ أحداً لؤلؤً مفقودة من عقد) حُلت مشكلتي، و وافقت على ذلك لا تخلص من ذنبي الذي أخاف وأخشى أن يكتشفه أحد خاصة أنك كنت في بداية حملك بأشواق هذا ما حصل، وهذا ذنبي وظلمي ظهر لكم كالشمس في كبد السماء.

سامحيني يا فايزة إذا مت أرجوك أن تترحمي علي، وتغفري لي.

أعتقيني - شيرين أعتقيني

فايزة بعينين غاضبة حزينة محتقنة تهمس في أذن مروان / اتهمتها بأنها بلا أهل وأنت أهلها.

(أدهم طلق شيرين الآن زواجكما قبل ساعتين كان باطلاً)




 

 

 

 

 

 

 

٨٩ مشاهدةتعليقان (٢)

2 Comments


Guest
Aug 04

رائعة ❤️

Edited
Like
khuloud jabbar
khuloud jabbar
Aug 07
Replying to

شكرا🙏

Like
bottom of page