حادث مأساوي في تركيا
- كابتن سلطان الصماني
- 22 يناير
- 2 دقائق قراءة
مأساة منتجع كارتالكيا للتزلج: حريق يودي بحياة العشرات في تركيا
سلطان الصماني - جدة
في حادث مأساوي هز تركيا، اندلع حريق مروع يوم الثلاثاء 21 يناير 2025 في فندق “جراند كارتال” الواقع بمنتجع كارتالكيا للتزلج في محافظة بولو شمال غرب البلاد. تسبب الحريق في وفاة 76 شخصًا وإصابة 51 آخرين، بينهم حالات خطيرة، ما جعله واحدًا من أسوأ الكوارث التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة.
تفاصيل الحادث
نشب الحريق حوالي الساعة 3:30 صباحًا بالتوقيت المحلي في الطابق الرابع من الفندق، الذي يضم المطعم الرئيسي. كان الفندق، المكون من 12 طابقًا، يضم 238 نزيلاً وقت الحادث، معظمهم من العائلات التي جاءت لقضاء عطلة منتصف العام الدراسي.
سرعة انتشار النيران كانت كارثية بسبب الهيكل الخشبي للفندق، ما جعل السيطرة عليها شبه مستحيلة في البداية. وأفاد شهود عيان أن بعض النزلاء اضطروا إلى القفز من النوافذ أو استخدام أغطية الأسرة كحبال للهروب، مما أدى إلى وقوع إصابات إضافية.
جهود الإنقاذ
رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها فرق الطوارئ، تأثرت سرعة الاستجابة بسبب الموقع الجبلي للفندق والظروف الجوية الصعبة. وواجهت فرق الإطفاء تحديات في الوصول إلى الموقع وإخماد النيران، في حين عملت طواقم الإسعاف على نقل المصابين إلى المستشفيات المجاورة.
ردود فعل واسعة
أثارت الحادثة صدمة في جميع أنحاء البلاد. أعرب الرئيس رجب طيب أردوغان عن حزنه العميق على الضحايا، وأعلن يوم حداد وطني تكريمًا لأرواحهم. كما أكد أن السلطات ستقوم بمحاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة.
وفي إطار التحقيقات، تم اعتقال تسعة أشخاص، بينهم مالك الفندق، للاشتباه في وجود إهمال أو انتهاك لمعايير السلامة. وأفاد بعض الناجين بعدم سماعهم لأي إنذارات حريق، ما أثار تساؤلات جدية حول تدابير الوقاية والسلامة المتبعة في الفندق.
الدروس المستفادة
تشكل هذه الحادثة تذكيرًا مؤلمًا بضرورة الالتزام الصارم بمعايير السلامة والوقاية من الحرائق، خاصة في المنشآت السياحية والمناطق الجبلية. من المتوقع أن تؤدي هذه الكارثة إلى مراجعة شاملة للأنظمة المتعلقة بالسلامة في الفنادق والمنتجعات لضمان حماية الأرواح وتفادي تكرار مثل هذه الكوارث.
وفي الخاتمة
تعد فاجعة فندق “جراند كارتال” بمثابة جرس إنذار للجميع، سواء على مستوى الجهات الرسمية أو المستثمرين في القطاع السياحي، لتشديد الرقابة وتحسين معايير السلامة. وفي الوقت الذي يعبر فيه العالم عن تضامنه مع تركيا في هذه اللحظة الصعبة، يبقى الأمل في أن تكون هذه الكارثة بداية لخطوات جادة تحول دون وقوع حوادث مماثلة في المستقبل.
Comments