سأعود بالحكاية إلى ما قبل البداية:
كان ثمة صديقان مقرَّبان، يتحدثان بكل أمور الحياة، الكتب، القصص، الأخبار، الأشياء الشخصية والغير شخصية، نقاشات وتبادل آراء ونصائح في شتى أمور الحياة!
مرَّت السنوات الطويلة جدًّا ولم يتطرَّق أحدهما لكلمةٍ قد تبدو النهاية الواقعية التي أخفقت في أن تفرض نفسها خلال كل تلك السنين..
إلا أنها وأخيرًا تمكنت من أن تظهر شيئا فشيئا دون إدراكٍ من كلا الطرفين، حين قرر أحدهما شقّ طريقه دون الآخر مُرغَمًا!
هنا تمّ استغلال اللحظة ونطق الآخر بتلك الكلمة واعترف بما يملأ قلبه، فوجِئ الأول بدايةً ثم خاف وارتبك، وغاب فأفصح له قلبه عن الحقيقة:
"لا مكان لي سوى داخل قلبه، ولا مكان له سوى داخل قلبي!
لا تسمح للقسوة أن تقتلني وتقتله!"
عاد باعترافه وقلة حيلته، "لا قدرة لي على العيش دونك!"
فرح القلبين وأكملا صداقتهما القديمة رِفقة ضيفٍ عزيزٍ هو الحب، فصار الرابط بينهما أكبر وأصلب وأعمق!
إلا أن عقبةً كبيرةً وقفت أمام طريقهما بقسوةٍ مانِعةً إكمال مسيرهما السعيد "مجتمعٌ رافض!"
كلاهما واثقٌ بأنه مكَمِّلٌ لِنواقص الآخر، وكِلاهما مُدرِكٌ ومتقبِّلٌ لعيوبِ الآخر وقادرٌ على سنده بكل قوةٍ وحب!
والمجتمع يرى أن تلك النواقِص التي خلِقت مع أحدهما لا يُسمح أن تجتمع مع النواقص التي خُلِقت مع الآخر، ولذلك وضع المجتمع نفسه صاحب القرار النهائي لحكايتهما..
وبقيا يتخبطا بألمهما ويتشبثا بحبهما بعيدًا عن الأعين.
وصارت الحكاية معلقةً بلا نهاية.
Comments